قراءة القرآن الكريم على القبور بدعة، ولم ترد عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- ولا عن أصحابه، وإذا كانت لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا
عن أصحابه، فإنه لا ينبغي لنا نحن أن نبتدعها من عند أنفسنا؛ لأن النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال فيما صح عنه: ( كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)
.
والواجب على المسلمين أن يقتدوا بمن سلف من الصحابة
والتابعين لهم بإحسان؛ حتى يكونوا على الخير والهدى، لما ثبت
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم
.
وأما الدعاء للميت عند قبره، فلا بأس به، فيقف الإنسان عند القبر
ويدعو له بما يتيسر، مثل أن يقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم
أدخله الجنة، الله أفسح له في قبره، وما أشبه ذلك.
وأما دعاء الإنسان لنفسه عند القبر، فهذا إذا قصده الإنسان فهو
من البدع أيضًا؛ لأنه لا يخصص مكان الدعاء إلا إذا ورد به النص، وإذا
لم يرد به النص، ولم تأت به السنة، فإنه- أعني تخصيص مكان
للدعاء- أيًا كان ذلك المكان، يكون تخصيصه بدعة.