الأفضل أن يكون بعد أن يكمل المعوذتين، فإذا أكمل القرآن، يدعو سواء في
الركعة الأولى، أو في الثانية، أو في الأخيرة، يعني بعد ما يكمل قراءة
القرآن، يبدأ في الدعاء بما يتيسر في أي وقت من الصلاة: في الأولى منها،
أو في الوسط، أو في آخر ركعة
كل ذلك لا بأس به، المهم أن يدعو عند قراءة آخر القرآن. والسنة أن لا
يطول، وأن يقتصر على جوامع الدعاء في القنوت وفي دعاء ختم القرآن.
وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت قبل الركوع، وقنت بعد الركوع،
والأكثر أنه قنت بعد الركوع، ودعاء ختم القرآن من جنس القنوت في الوتر؛
لأن أسبابه الانتهاء من ختم القرآن، والشيء عند وجود سببه يشرع فيه القنوت
عند وجود سببه، وهو الركعة الأخيرة بعدما يركع، وبعدما يرفع من الركوع
لفعل النبي عليه الصلاة والسلام.
وأسباب الدعاء في ختم القرآن: هو نهاية القرآن؛ لأنه نعمة عظيمة، أنعم
الله بها على العبد، فهو أنهى كتاب الله، وأكمله، فمن شكر هذه النعمة أن
يدعو أن ينفعه بهدي كتابه، وأن يجعله من أهله، وأن يعينه على ذكره وشكره،
وأن يصلح قلبه وعمله؛ لأنه بعد عمل صالح، كما يدعو في آخر الصلاة بعد
نهايتها من دعوات عظيمة قبل أن يسلم، بعد أن منَّ الله عليه بإكمال الصلاة
وإنهائها، وهكذا في الوتر يدعو في القنوت بعد إنهاء الصلاة وإكمالها.
.