ورد في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه:
اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب
والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ
بناصيتها، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت
الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين وأغنني
من الفقر .
فتضمن هذا الدعاء العظيم تفسير هذه الأسماء الأربعة أحسن تفسير وأبينه،
وإذا ورد التفسير عن المعصوم- عليه صلوات الله وسلامه - فليس لأحد بعده
مقال، غير أنا نزيد الأمر بيانًا فنقول: إن هذه الأسماء الحسنى الأربعة
دلت على إحاطته -سبحانه- بجميع الأزمنة، والأمكنة، فالأول والآخر دالان
على الإحاطة الزمانية، حيث إنه الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء،
والظاهر والباطن دالان على الإحاطة المكانية حيث إنه الظاهر أي: العالي
الذي فوق كل شيء، والباطن أي: القريب الذي ليست دونه شيء، بل هو أقرب
بعلمه وقهره وحكمه إلى كل شيء من نفسه، فاسمه تعالى: الباطن دال على وصول
علمه إلى كل خفي وإحاطته به، بحيث لا يفوته منه شيء، إذًا فلا تعارض أصلا
بين اسمه الظاهر واسمه الباطن، فإن الأول دال على علوه على جميع خلقه،
والثاني دال على وجوده بعلمه مع كل شيء من خلقه. والله تعالى أعلم .