حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين - محتويات حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين
(وزارة الأوقاف – المجلس الأعلي للشئون الإسلامية )
http://www.islamic-council.com/qadaiaux/def1.asp
41- حول خلاف القرآن للكتاب المقدس فى عصر نمرود
حسب قول القرآن والمفسرين ألقى نمرود بإبراهيم فى النار [ الأنبياء: 68ـ69 ] وليس من المعقول أن يكون نمرود حيًّا فى زمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ [الكتاب المقدس ـ سفر التكوين 8: 10 ، 11 ، 10: 22ـ25 ، 11: 13ـ26 ]. (انتهى).
الرد على الشبهة:
فى قصص القرآن الكريم عن إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ مشاهد عديدة.. منها معجزة نجاته من التحريق بالنار ، بعد أن حطم أصنام قومه التى يعبدونها: (قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كونى بردًا وسلامًا على إبراهيم * وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين ) (1).
ويحكى القرآن محجّة إبراهيم للملك ـ فى سورة البقرة: (ألم تر إلى الذى حاجّ إبراهيم فى ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال أنا أحيى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين ) (2).
والقرآن الكريم لم يسم الملك الذى حاج إبراهيم فى ربه ؛ لأن قصد القرآن من القصص هو مضمون المحاجّة ، والعبرة منها.. واسم الملك لا يقدم ولا يؤخر فى المضمون والعِبرة. أما تسمية هذا الملك ـ الذى حاجّه إبراهيم ـ بـ " النّمروذ " والاختلاف فى نطق اسمه. ومدة ملكه.. فجميعها قصص تاريخى ، أورده المفسرون.. فهو غير ملزم للقرآن الكريم (3).. ومن ثم لا يصح أن يورد ذلك كشبهة تثار ضد القرآن.. فليس لدينا فى التاريخ الموثق والمحقق ما يثبت أو ينفى أن اسم الملك الذى حاجّ إبراهيم الخليل فى ربه هو " النّمروذ ". وإنما هو قصص تاريخى يحتاج إلى تحقيق..
ولقد راجعتُ العهد القديم ، فى المواضع التى جاء ذكرها فى السؤال [سفر التكوين الإصحاح 8: 10 ، 11 والإصحاح 10: 22ـ25 والإصحاح 11: 13ـ26] وهى تحكى عن قبائل نوح ، ومواليد ابنه سام ، فلم أجد فيها ذكر الملك " النّمروذ ".
وفى [ دائرة المعارف الإسلامية ] التى كتبها المستشرقون ـ وقد حرر مادة " إبراهيم " فيها " ج. إيزبرغ " ـ يأتى ذكر الملك نمروذ فى قصة إبراهيم دون اعتراض.. وفى أثنائها إشارات إلى مصادر عبرية أشارت إلى النمروذ ـ منها [ دلالة الحائرين ـ لموسى بن ميمون ـ الفصل 29 ].. ومنها " سفر هياشار " فصل نوح..
وتأتى الإشارة إلى " نمرود " الملك فى سفر التكوين ـ بالعهد القديم ـ الإصحاح 10: 8ـ11 باعتباره " الذى ابتدأ يكون جبارًا فى الأرض "..
وبه كان يُضرب المثل فى التجبر.. " وكان ابتداء مملكته بابل وأرك وأكدّ وكلنة من أرض شنغار. من تلك الأرض خرج أشور وبنى نينوى.. " إلخ.. إلخ..
وأخيرًا.. فليس هناك ما يمنع تكرار لاسم " نمروذ " لأكثر من ملك فى أكثر من عصر وتاريخ.. ويبقى أن الشبهة ـ إذًا كانت هناك شبهة ـ خاصة بالقصص التاريخى.. ولا علاقة لها بالقرآن الكريم..
المراجع
(1) الأنبياء: 68ـ70.
(2) البقرة: 258.
(3) انظر: القرطبى [ الجامع لأحكام القرآن ] ج3 ص 283ـ285 ـ مصدر سابق ـ والزمخشرى [ الكشاف ] ج1 ص 387ـ389 ـ مصدر سابق ـ.