الرد على : الرسول يأكل مما ذبح للأنصاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على هذه الرواية :-
تعالوا نستكشف الأحاديث التي جاءت عن البخاري قي هذا الصدد :
حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له
http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE
قال البخاري ( 5499) حدثنا معلَّى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار قال: أخبرنا موسى بن عقبة قال: أخبرني سالم: أنه سمع عبد الله يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه لقي زيد بن عمرو بن نُفَيل بأسفل بَلْدَحَ،-( مكان في طريق التنعيم، ويقال: هو واد) - وذاك قبل أن يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقُدِّم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: "إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه".
http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=1180
والحديث الأخير الذي يحمل الشبهة من وجهة نظر ضال هو :
حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار أخبرنا موسى بن عقبة قال أخبرني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذاك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه
http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE
الحوار كله ينحصر في أن حديثين جاء بهم (فقدمت إلى والآخر : فقُدِّم إلى) والحديث الثالث جاء بقول : (فقدم إليه) .. فهل هذا يعني أن الرسول يأكل مما ذبح للأنصاب ؟
هذا كلام عاري من الصحة بسبب الآتي :
بَلْدَح ، وادٍ قرب مكة ، عند التنعيم وفخ(معجم ماستعجم:1/273) . وقد عسكرَ فيه المشركون في أيام صلح الحديبية ، وفيه ماء كثير وأصنام ( طبقات ابن سعد:2/95) .
قال ابن حجر في فتح الباري:7/108: (وقال ابن بطال:كانت السفرة لقريش قدموها للنبي(صلى الله عليه وسلم) فأبى أن يأكل منها ، فقدمها النبي(صلى الله عليه وسلم) لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها ، وقال مخاطباً لقريش الذين قدموها أولا: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه ، وهذا وارد في الحديثين الأول والثاني المذكورين عاليه ، لأن السفرة قدمت للرسول صلى الله عليه وسلم ولعلم الرسول بأنها مذبوحة للأنصاب فرفض الكل منها فعرضها الرسول على زيد بن عمرو بن نفيل فرفض هو الآخر .
وهذا هو المقصود بما جاء في الحديث الثالث الذي قيل فيه : [فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم]
فأين ما يدل في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أكل من هذه السفرة؟ فليس في الحديث أنه – صلى الله عليه وسلم – أكل منها، وإنما غاية ما في الحديث أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – ولزيد ولم يأكلا منها.
والكل يعلم أن العرب هو الفصحاء في اللغة العربية ومجلدات لسان العرب تشهد على ذلك .
لذلك لو رجعنا للثلاثة أحاديث سنجد أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يخاطب جماعة ولا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم منفرداً.. لأن زيد بن عمرو بن نفيل كان يستخدم في كلامه الجمع المذكر السالم بقوله في الثلاثة أحاديث (مما تذبحون على أنصابكم ) ، فلو كان يخاطب الرسول لحدثه بصيغة المفرد ، ولكنه تكلم بصيغة الجمع وبهذا فالكلام لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل للقريشيين الذين كانوا بَلْدَح وقدموا السفرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرفض أن يأكل منها فقدمها زيد بن عمرو بن نفيل فرفض أن ياكلها هو الاخر .
و لو افترضنا جدلاً (وهو افتراض لا يعتد به لكن لإثبات ضلالكم) أن السفرة هي التي قدمها النبي – صلى الله عليه وسلم –لزيد، فلا يوجد دليل واحد يؤكد على أنها ذبحت على نصب أو ذبحت لصنم . فليس قول زيد [ إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم] يعني أن السفرة محتواها من الذبح للأنصاب لأن الرواية لم تذكر ذلك ولكن قد يكون كلامه نوع من أنواع الإطمئنان . فامتناع زيد بن عمرو من أكل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتنزه من أكله ، فلو قال له الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه السفرة غير مذبوحه للأنصاب لآمن بقوله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان معروف لديهم بالصادق الأمين ولكن الرسول لم يذكر ذلك لأنه لم يأكل منها اصلاً
فمما سبق بيانه يتضح أن رواية صحيح البخاري أن السفرة التي قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – فرفض أن يأكل منها، ثم قدمت لزيد ولم يأكل منها، فلا وجه لطعن طاعن أو لمز لامز ولله الحمد .
أما الرواية التي جاءت بمسند احمد :
حدثنا يزيد حدثنا المسعودي عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه عن جده قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعواه إلى سفرة لهما فقال يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكل شيئا مما ذبح على النصب قال قلت يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له قال نعم فأستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة
69826 - مر زيد بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة ، فدعواه إلى سفرة لهما ، فقال : يا بن أخي ، إني لا آكل مما ذبح على النصب ، فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اليوم يأكل مما ذبح على النصب
- الراوي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
- خلاصة الدرجة: [فيه] المسعودي ليس بحجة
- المحدث: الذهبي
- المصدر: سير أعلام النبلاء
- الصفحة أو الرقم: 1/129
والله أعلم
..................
الاخ :السيف البتار