(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) ال عمران(151)
.........................................................................................
قال لى طالب جامعى بالاسكندرية : لقد أرونى كتاب البخارى, وقرءوا لى منى حديث " نصرت بالرعب "وتضاحكوا وهم يقولون :"نبى مرعب "ينشر دينة بالارهاب,والاعتراف سيد الادلة!!
وقلت للطالب: ان البخارى وغيرة رووا هذا الحديث,وأريد أن اشرح لك المعنى الوحيد له مستعرضا مواضع الكلمة لا فى السنة الشريفة ,بل فى القران الكريم,لتعلم انها اتت فى سياق حرب "دفاعية" عن الحق "هجومية "
على الباطل, لا عدوان فيها ولا ارهاب...
بعد هزيمة المسلمين فى احد نزلت هذة الاية:" سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ" ال عمران(151)
وهزيمة احد كانت فى اعقاب خروج المشركين من مكة,وشنهم الهجوم على الاسلام وامته فى المدينة.
وقد استطاع المشركين ايقاع خسائرجسيمة بالمدافعين عن الدين وموطنه الجديد مما ترك اثارا سيئة فى النفوس...
فأراد الله ان يواسى جراحهم, وأن يشعروا أن القتال القادم سيكون لمصلحتهم,وأنه سيقذف الرعب فى قلوب المعتدين عندما يكررون هجومهم .فماذا فى ذلك من عيب؟
وجاءت هذة الكلمة عندما خان يهود بنى النضير عهدهم,وحاولو قتل النبى صلى الله علية وسلم,فجرد عليهم حملة ليؤدبهم ,ولكن القوم- دون قتال- حل بهم الفزع,وقرروا الجلاء عن المدينة" مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" الحشر (2)
وأخيرا ذكرت هذة الكلمة عندما انضم يهود بنى قريظة الى اللأ جزاب التى أحاطت بالمدينة تبغى دكها على من فيها,وأعلنت حصارا رهيبا عليها
وكان بنو قريظة قد اعطوا العهد من قبل على أن يعيشوا مع المسلمين فى سلام شريف, واعترف رئيسهم أنة لم يجد من النبى الا خيرا, ومع ذلك فقد انتهز الفرصةالتى سنحت وأعلن الحرب الغادرة, وظن انة سيقاسم المشركين الغانيم بعد الجهاز على محمد وصاحبتة. ولكن قدر الله كان اغلب, لقد فض الله جموع المحاصرين" وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا " الاحزاب(26)
أاذا وقعت حرب الان بيننا وبين اسرائيل , حرب جادة يستعلن فيها الاسلام وتتحد الكلمة ويتقدم ليوث محمد يطلبون احدى الحسنيين: اما النصر واما الشهادة وفزع اليهود لهذا الزحف الجديد, الواثق العنيد,
أاذا حدث وسرى الرعب فى قلوب اعدائنا قيل عنا اننا ارهابيون؟
ان تحريف الكلم عن موضعه شئ مألوف عند أعداء الاسلام
لقد نصر الله نبيه محمدا بالرعب كما قال:فهلا قيل نصرة فى اى قتال؟
ان أشرف قتال وقع على ظهر الارض هو القتال الذى خاضه محمد واصحابه
ولقد شعرت بشئ من الضيق وأنا اقرأ قول الكاتب الاسيوطى"توفى محمد عن ثلاث وستين سنه بعدما رفرفت راية التوحيد وطهرت الارض من الوثنية فى أعقاب غزوات ضاربة,متعددة بلغت تسع عشرة غزوة- كما يقول البخارى- هى على التوالى: العشيرة,بدر, احد,الرجيع,رعل وذكوان, الخندق, بنو قريظة,ذات الرقاع,بنوالمصطلق, الحديبية, خيبر, مؤتة,تبوك, الفتح,حنين, الطائف, ذات السلاسل, سيف البحر"
وبغض النظر عن الترتيب التاريخى,ما رأى القارئ اذا قلت له:ان عشرا منها على الاقل لم يقتل فيها اكثر من عشرة أشخاص هم مجموع خسائر المشركين!!!
وأن جملة الوثنيين فى شتى المعارك الكبرى تتجاوز الماتين قليلا.
وأن خسائراليهود فى صراعهم مع الاسلام عدة مئات من القتلى..
هذة هى الغزوات الضارية المتعددة التى نشرت الاسلام كما يزعم الأفاكون!:خسائرها الحربية عشر,بل نصف عشرالفتنة التى وقعت بين الكاثوليك والبروستانت فى عيد"سان بارتلميو."
خسائرها قطرة دم اريقت لمنع العدوان,نعم قطرة بالنسبة لحمامات الدم التى صحبت تطبيق الشيوعية,وتوطيد سلطانها.
قطرة بالنسبة للألوف المؤلفة الذين ذبحوا فى صمت او ضجة لدعم الحكم الفردى المطلق.
وبعد أن أحرقت رفات الضحايا سمعت أغرب صيحة فى العالم: ان الشيوعية تدعو للسلام!
والشيوعية فى هذا النفاق الفاجر تقلد الصهيونية والصليبية...المتهم المسكين هو ديننا وحدة!!
..............................................
من كتاب قذائف الحق للعلامة الشيخ محمد الغزالى