الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد: .
القرآن كلام الله -تعالى- وفضل كلامه -تعالى- على كلام البشر كفضل الله
على عباده، وفضل قراءة القرآن عظيم، لا يقدر قدره إلا الله - سبحانه- لكن
ليس للقارئ أن يخص سورة، أو آية بالتلاوة في وقت معين، أو لغرض معين، إلا
ما خصه الرسول -صلى الله عليه وسلم- كفاتحة الكتاب للرقية، أو في الصلاة
في كل ركعة، وكقراءة آية الكرسي، عندما يأخذ مضجعه من فراشه؛ للنوم ؛رجاء
أن يحفظه الله من الشيطان، وكقراءة المعوذات الثلاثة: 
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
،

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
،

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
للرقية.
وكذلك ليس له أن يلتزم تكرار سورة، أو آية مرات محددة إلا إذا ثبت ذلك عن
النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛لأن ذلك عبادة، فيراعى فيها التوقيف من
الشرع.
ومن هذا يتبين أن تخصيص قراءة سورة الفاتحة بالليل بعد
الوتر مرات بدعة، ولو لم يحدد العدد؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- ولا عن أحد من خلفائه الراشدين -رضي الله عنهم- فالخير في
القراءة دون تقيد بالفاتحة، ولا تخصيص للقراءة بالليل بعد الوتر، بل يشرع
الإكثار من قراءة القرآن الكريم -للفاتحة وغيرها- من غير تحديد لعدد معين،
أو وقت معين إلا ما جاء في الشرع المطهر، كما سبق بيانه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. .